فصل: قال ابن عطية:

/ﻪـ 
البحث:

هدايا الموقع

هدايا الموقع

روابط سريعة

روابط سريعة

خدمات متنوعة

خدمات متنوعة
الصفحة الرئيسية > شجرة التصنيفات
كتاب: الحاوي في تفسير القرآن الكريم



ثم قال تعالى: {فاستخف قَوْمَهُ فَأَطَاعُوهُ} أي طلب منهم الخفة في الإتيان بما كان يأمرهم به فأطاعوه {إِنَّهُمْ كَانُواْ قَوْمًا فاسقين} حيث أطاعوا ذلك الجاهل الفاسق {فَلَمَّا ءاسَفُونَا} أغضبونا، حكي أن ابن جريج غضب في شيء فقيل له أتغضب يا أبا خالد؟ فقال قد غضب الذي خلق الأحلام إن الله يقول: {فَلَمَّا ءاسَفُونَا} أي أغضبونا.
ثم قال تعالى: {انتقمنا مِنْهُمْ} واعلم أن ذكر لفظ الأسف في حق الله تعالى محال وذكر لفظ الانتقام وكل واحد منهما من المتشابهات التي يجب أن يصار فيها إلى التأويل، ومعنى الغضب في حق الله إرادة العقاب، ومعنى الانتقام إرادة العقاب لجرم سابق.
ثم قال تعالى: {فجعلناهم سَلَفًا وَمَثَلًا} السلف كل شيء قدمته من عمل صالح أو قرض فهو سلف والسلف أيضًا من تقدم من آبائك وأقاربك واحدهم سالف، ومنه قول طفيل يرثي قومه:
مضوًا سلفًا قصد السبيل عليهم ** وصرف المنايا بالرجال تقلب

فعلى هذا قال الفراء والزجاج يقول: جعلناهم متقدمين ليتعظ بهم الآخرون، أي جعلناهم سلفًا لكفار أمة محمد عليه السلام.
وأكثر القراء قرأوا بالفتح وهو جمع سالف كما ذكرناه، وقرأ حمزة والكسائي {سَلَفًا} بالضم وهو جمع سلف، قال الليث: يقال سلف بضم اللام يسلف سلوفًا فهو سلف أي متقدم، وقوله: {وَمَثَلًا للأَخِرِينَ} يريد عظة لمن بقي بعدهم وآية وعبرة، قال أبو علي الفارسي المثل واحد يراد به الجمع، ومن ثم عطف على سلف، والدليل على وقوعه على أكثر من واحد قوله تعالى: {ضَرَبَ الله مَثَلًا عَبْدًا مَّمْلُوكًا لاَّ يَقْدِرُ على شَىْء وَمَن رَّزَقْنَاهُ} [النحل: 75] فأدخل تحت المثل شيئين، والله أعلم. اهـ.

.قال ابن عطية:

{وَلَقَدْ أَرْسَلْنَا مُوسَى بِآيَاتِنَا إِلَى فِرْعَوْنَ وَمَلَئِهِ فَقال إِنِّي رَسُولُ رَبِّ الْعَالَمِينَ (46)}.
هذه آية ضرب مثل وإسوة لمحمد عليه السلام بموسى عليه السلام ولكفار قريش بفرعون {وملائه}. والآيات التي أرسل بها موسى وهي التسع المذكورة وغير ذلك مما جاءت به الروايات، وخص الملأ بالذكر لأنهم يسدون مسد جميع الناس، ثم وصفهم تعالى بالضحك من آيات موسى، كما كانت قريش تضحك وتسخر من أخبار محمد عليه السلام، ثم وصف تعالى صورة عرض الآيات عليهم وإنما كانت شيئًا بعد شيء.
وقوله: {إلا هي أكبر من أختها} عبارة عن شدة موقعها في نفوسهم بحدة أمرها وحدوثه، وذلك أن أول آية عرض موسى هي: العصا واليد، وكانت أكبر آياته، ثم كل آية بعد ذلك كانت تقع فيعظم عندهم لحينها وتكبر، لأنهم قد كانوا أنسوا التي قبلها، فهذا كما قال الشاعر: الطويل:
على أنها تعفو الكلومُ وإنما ** توكل بالأدنى وان جل ما يقضى

وذهب الطبري إلى أن الآيات هي الحجج والبينات. ثم ذكر تعالى أخذهم بالعذاب في العمل والضفادع والدم وغير ذلك، وهذا كما أخذ قريش بالسنين والدخان.
وقوله: {لعلهم} ترج بحسب معتقد البشر وظنهم. و: {يرجعون} معناه: يتوبون ويقلعون.
وقوله تعالى: {وقالوا يا أيه الساحر} جائز أن يكون قائل ذلك من أعملهم بكفر السحر فيقول: قوله استهزاء وهو يعلم قدر السحر وانحطاط منزلته، ويكون قوله: {عندك} بمعنى: في زعمك وعلى قولك، ويحتمل أن يكون القائل ليس من المتمردين الحذاق ويطلق لفظة الساحر لأحد وجهين، إما لأن السحر كان عند عامتهم علم الوقت، فكأنه قال: يا أيه العالم، وإما لأن هذه الاسمية قد كانت انطلقت عندهم على موسى لأول ظهورها، فاستصحبها هذا القائل في مخاطبة قلة تحرير وغباوة، ويكون القول على هذا التأويل جدًا من القائل، ويكون قوله: {إنا لمهتدون} بمعنى إن نفعتنا دعوتك، وهذا التأويل أرجح، أعني أن كلام هذا القائل مقترن بالجد.
وقرأ ابن عامر وحده: {يا أيُ} بياء مضمومة فقط.
ثم أخبر عنهم أنه لما كشف عنهم العذاب نكثوا، ولو كان الكلام هزلًا من أوله لما وقع نكث.
{وَنَادَى فِرْعَوْنُ فِي قَوْمِهِ قال يَا قَوْمِ أَلَيْسَ لِي مُلْكُ مِصْرَ وَهَذِهِ الْأَنْهَارُ تَجْرِي مِنْ تَحْتِي أَفَلَا تُبْصِرُونَ (51)}.
نداء فرعون يحتمل أن يكون بلسانه في ناديه، ويحتمل أن يكون بأن أمر من ينادي في الناس، ومعنى هذه الحجة التي نادى بها أنه أراد أن يبين فضله على موسى، إذ هو ملك مصر، وصاحب الأنهار والنعم، وموسى خامل متقل لا دنيا له، قال: فلو أن إله موسى يكون حقًا كما يزعم، لما ترك الأمر هكذا و: {مصر} من بحر الإسكندرية إلى أسوان بطول النيل. و: {الأنهار} التي أشار إليها هي الخلجان الكبار الخارجة من النيل وعظمها نهر الإسكندرية وتنيس ودمياط ونهر طولون.
وقوله: {أم أنا خير} قال سيبويه: {أم} هذه المعادلة، والمعنى: أم أنتم لا تبصرون، فوضع موضع قوله: أم تبصرون الأمر الذي هو حقيق أن يبصر عنده، وهو أنه خير من موسى. و(لا) على هذا النظر نافية. وقالت فرقة: {أفلا تبصرون} أم لا تبصرون، ثم اقتصر على {أم} لدلالة ظاهر الكلام على المحذوف منه، وابتدأ قوله: {أنا خير} إخبارًا منه، فقوله: {أفلا} على هذا النظر بمنزلة: هلا ولولا على معنى التخصيص. وقالت فرقة: {أ} بمعنى بل.
وقرأ بعض الناس: {أما أنا خير}، حكاه الفراء، وكان مجاهد يقف على {أم} ثم يبتدئ: {أنا خير}. قال قتادة: وفي مصحف أبي بن كعب: {أم أنا خير أم هذا}. و{مهين} معناه ضعيف وقوله: {ولا يكاد يبين} إشارة إلى ما بقي في لسان موسى من أثر الجمرة، وذلك أنها كانت أحدثت في لسانه عقدة، فلما دعا في أن تحل ليفقه قوله، أجيبت دعوته، لكنه بقي أثر كان البيان يقع منه، لكن فرعون عير به.
وقوله: {ولا يكاد يبين} يقتضي أنه كان يبين.
وقرأ أبو جعفر بن علي: {يَبين} بفتح الياء الأولى.
وقوله: {فلولا ألقي عليه} يريد من السماء على معنى التكرمة.
وقراءة الجمهور: {أُلقي} على بناء الفعل للمفعول. وقرأ الضحاك: {أَلقَى} بفتح الهمزة والقاف على بنائه للفاعل {أساورة} نصبًا.
وقرأ جمهور القراء: {أساورة} وقرأ حفص عن عاصم: {أسورة}، وهي قراءة الحسن والأعرج وقتادة وأبي رجاء ومجاهد. وقرأ أبي بن كعب: {أساور}. وفي مصحف ابن مسعود: {أساوير}، ويقال سوار وأسوار لما يجعل في الذراع من الحلي، حكى أبو زيد اللغتين وأبو عمرو بن العلاء، وهو كالقلب، قاله ابن عباس، وكانت عادة الرجال يومئذ حبس ذلك والتزيي به. و: {أساورة} جمع أسوار، ويجوز أن يكون جمع أسورة، كأسقية وأساقي، وكذلك: أساور، جمع أسوار. والهاء في: {أساورة} عوض من الياء المحذوفة، لأن الجمع إنما هو أساوير كما في مصحف ابن مسعود، فحذفوا الياء وجعلوا الهاء عوضًا منها، كما فعلوا ذلك في زنادقة وبطارقة وغير ذلك، وأساورة: جمع سوار.
وقوله: {مقترنين} أي يحمونه ويشهدون له ويقيمون حجته. ثم أخبر تعالى عن فرعون أنه استخف قومه بهذه المقالة، أي طلب خفتهم وإجابتهم إلى غرضه، فأجابوه إلى ذلك وأطاعوه في الكفر لفسقهم ولما كانوا بسبيله من الفساد. و: {آسفونا} معناه: أغضبونا بلا خلاف، وإغضاب الله تعالى هو أن تعمل الأعمال الخبيثة التي تظهر من أجلها أفعاله الدالة على إرادة السوء بمن شاء. والغضب على هذا صفة فعل، وهو مما يتردد، فإذا كان بمعنى ما يظهر من الأفعال، فهو صفة فعل، وإذا رد إلى الإرادة فهو صفة ذات، وفي هذا نظر.
وقرأ جمهور القراء: {سَلَفًا} بفتح السين واللام جمع سالف، كحارس وحرس. والسلف: هو الفارط من الأمم المتقدم، أي جعلناهم متقدمين للأمم الكافرة عظة ومثلًا لهم يعتبرون بهم، أو يقعون فيما وقعوا فيه، ومن هذه اللفظة قول النبي عليه السلام: «يذهب الصالحون أسلافًا»، وقوله في ولده إبراهيم: «ندفنه عند سلفنا الصالح عثمان بن مظعون». وقرأ حميد الأعرج وحمزة والكسائي: {سُلُفًا} بضم السين واللام، وهي قراءة عبد الله وأصحابه وسعد بن عياض وابن كثير، وهو جمع: سليف. وذكر الطبري عن القاسم بن معن أنه سمع العرب تقول: مضى سلف من الناس، بمعنى السلف. وقرأ علي بن أبي طالب وحميد الأعرج أيضًا: {سُلَفًا} بضم السين وفتح اللام، كأنه جمع سلفة، بمعنى الأمة والقطعة. والآخرون: هو من يأتي من البشر إلى يوم القيامة. اهـ.

.قال القرطبي:

قوله تعالى: {وَلَقَدْ أَرْسَلْنَا موسى بِآيَاتِنَآ}.
لمّا أعلم النبيّ صلى الله عليه وسلم أنه منتقم له من عدوّه وأقام الحجة باستشهاد الأنبياء واتفاق الكل على التوحيد أكّد ذلك بقصة موسى وفرعون، وما كان من فرعون من التكذيب، وما نزل به وبقومه من الإغراق والتكذيب؛ أي أرسلنا موسى بالمعجزات وهي التسع الآيات فَكُذِّب؛ فجعلت العاقبة الجميلة له، فكذلك أنت.
ومعنى: {يَضْحَكُونَ} استهزاءً وسخرية؛ يوهمون أتباعهم أن تلك الآيات سحر وتخييل، وأنهم قادرون عليها.
وقوله: {وَمَا نُرِيِهِم مِّنْ آيَةٍ إِلاَّ هِيَ أَكْبَرُ مِنْ أُخْتِهَا} أي كانت آيات موسى من كبار الآيات، وكانت كل واحدة أعظمَ مما قبلها.
وقيل: {إِلاَّ هِيَ أَكْبَرُ مِنْ أُخْتِهَا} لأن الأولى تقتضي علمًا والثانية تقتضي علمًا، فتُضَمّ الثانية إلى الأولى فيزداد الوضوح، ومعنى الأُخوّة المشاكلة والمناسبة؛ كما يقال: هذه صاحبة هذه؛ أي هما قريبتان في المعنى.
{وَأَخَذْنَاهُم بالعذاب} أي على تكذيبهم بتلك الآيات؛ وهو كقوله تعالى: {وَلَقَدْ أَخَذْنَآ آلَ فِرْعَونَ بالسنين وَنَقْصٍ مِّن الثمرات} [الأعراف: 130].
والطوفان والجراد والقُمَّل والضفادع.
وكانت هذه الآيات الأخيرة عذابًا لهم وآياتٍ لموسى.
{لَعَلَّهُمْ يَرْجِعُونَ} من كفرهم.
{وَقالواْ يا أيها الساحر} لما عاينوا العذاب قالوا يا أيها الساحر؛ نَادَوْهُ بما كانوا ينادونه به من قبل ذلك على حسب عادتهم.
وقيل: كانوا يسمّون العلماء سحرة فنادوه بذلك على سبيل التعظيم.
قال ابن عباس: {يَأَيُّهَا السَّاحِرُ} يا أيها العالم، وكان الساحر فيهم عظيمًا يُوقّرونه؛ ولم يكن السحر صفةَ ذم.
وقيل: يا أيها الذي غَلَبَنَا بسحره؛ يقال: ساحرته فسحرته؛ أي غلبته بالسحر؛ كقول العرب: خاصمته فخصمته أي غلبته بالخصومة، وفاضلته ففضلته، ونحوها.
ويحتمل أن يكون أرادوا به الساحر على الحقيقة على معنى الاستفهام، فلم يَلُمْهم على ذلك رجاء أن يؤمنوا.
وقرأ ابن عامر وأبو حَيْوَة ويحيى بن وَثّاب {أيُّهُ الساحر} بغير ألف والهاء مضمومة؛ وعلّتها أن الهاء خُلطت بما قبلها وألزمت ضم الياء الذي أوجبه النداء المفرد.
وأنشد الفرّاء:
يأيُّهُ القلبُ اللَّجُوج النفس ** أفق عن البيض الحسانِ اللُّعْسِ

فضم الهاء حملًا على ضم الياء؛ وقد مضى في (النور) معنى هذا.
ووقف أبو عمرو وابن أبي إسحاق ويحيى والكسائي {أيها} بالألف على الأصل.
الباقون بغير ألف؛ لأنها كذلك وقعت في المصحف.
{ادع لَنَا رَبَّكَ بِمَا عَهِدَ عِندَكَ} أي بما أخبرنا عن عهده إليك إنا إن آمنا كشف عنا؛ فسله يكشف عنا {إِنَّنَا لَمُهْتَدُونَ} أي فيما يستقبل.
{فَلَمَّا كَشَفْنَا عَنْهُمُ العذاب} أي فدعا فكشفنا.
{إِذَا هُمْ يَنكُثُونَ} أي ينقضون العهد الذي جعلوه على أنفسهم فلم يؤمنوا.
وقيل: قولهم {إِنَّنَا لَمُهْتَدُونَ} إخبار منهم عن أنفسهم بالإيمان؛ فلما كشف عنهم العذاب ارتدّوا.
قوله تعالى: {ونادى فِرْعَوْنُ فِي قَوْمِهِ} قيل: لما رأى تلك الآيات خاف ميل القوم إليه فجمع قومه فقال؛ فنادى بمعنى قال؛ قاله أبو مالك.
فيجوز أن يكون عنده عظماء القبط فرفع صوته بذلك فيما بينهم ثم ينشر عنه في جموع القبط؛ وكأنه نودي به بينهم.
وقيل: إنه أمر من ينادي في قومه؛ قاله ابن جريج.
{قال ياقوم أَلَيْسَ لِي مُلْكُ مِصْرَ} أي لا ينازعني فيه أحد.
قيل: إنه ملك منها أربعين فرسخًا في مثلها؛ حكاه النقاش.
وقيل: أراد بالملك هنا الإسكندرية.
{وهذه الأنهار تَجْرِي مِن تحتي} يعني أنهار النيل، ومعظمها أربعة: نهر الملك ونهر طولون ونهر دمياط ونهر تِنّيس.
قال قتادة: كانت جنانًا وأنهارًا تجري من تحت قصوره.
وقيل: من تحت سريره.
وقيل: {مِنْ تَحْتِي} أي تصرفي نافذ فيها من غير صانع.
وقيل: كان إذا أمسك عنانه أمسك النيل عن الجَرْي.
قال القشيريّ: ويجوز ظهور خوارق العادة على مدّعي الرُّبُوبية؛ إذ لا حاجة في تمييز الإله من غير الإله إلى فعلٍ خارق للعادة.
وقيل: معنى {وَهَذِهِ اْلأَنْهَارُ تَجْرِي مِنْ تَحْتِي} أي القوّاد والرؤساء والجبابرة يسيرون تحت لوائي؛ قاله الضحاك.
وقيل: أراد بالأنهار الأموال، وعبّر عنها بالأنهار لكثرتها وظهورها.
وقوله: {تَجْرِي مِن تحتي} أي أفرّقها على مَن يتبعني؛ لأن الترغيب والقدرة في الأموال دون الأنهار.
{أَفَلاَ تُبْصِرُونَ} عظمتي وقوّتي وضَعْف موسى.
وقيل قدرتي على نفقتكم وعجز موسى.
والواو في {وَهَذِهِ} يجوز أن تكون عاطفة للأنهار على {مُلْكُ مِصْرَ} و{تَجْرِي} نصب على الحال منها.
ويجوز أن تكون واو الحال، واسم الإشارة مبتدأ، و{اْلأَنْهَارُ} صفة لاْسم الإشارة، و{تَجْرِي} خبر للمبتدأ.
وفتح الياء من {تَحْتِيَ} أهل المدينة والبَزِّي وأبو عمرو، وأسكن الباقون.
وعن الرشيد أنه لما قرأها قال: لأُوَلِّيَنَّهَا أحسن عبيدي، فولاَّها الخَصيبَ، وكان على وضوئه.
وعن عبد الله بن طاهر أنه وليها فخرج إليها فلما شارفها ووقع عليها بصره قال: أهذه القرية التي افتخر بها فرعون حتى قال: {أَلَيْسَ لِي مُلْك مصر}؟! والله لهي عندي أقلّ من أن أدخلها فثنى عِنانه.
ثم صرح بحاله فقال: {أَمْ أَنَآ خَيْرٌ} قال أبو عبيدة والسُّدِّي (أم) بمعنى {بل} وليست بحرف عطف؛ على قول أكثر المفسرين.